البنية التحتية التقنية في تحول، والاستثمار في ممكني الغد أمر بالغ الأهمية في تشكيل عالمنا الرقمي
في السابق، كان المفهوم السائد هو أن البنية التحتية التقنية ما هي إلا أجهزة ومعدات تشغل قطاعات مختلفة من الاقتصاد، مثل أبراج الاتصالات والألياف الضوئية والكابلات البحرية وما شابه. وطالما كانت هذه هي فكرتنا عن البنية التحتية التقنية. أما الآن، فقد تغير هذا المفهوم، وأصبحت البنية التحتية التقنية هي مجموعة البرمجيات التي تدعم الاقتصادات على نطاق واسع، مثل أنظمة الدفع، ومنصات الاتصال، والأسواق الالكترونية ومنصات الخدمات الشاملة، وغيرها الكثير. ولقد تطورت هذه البرامج لتصبح ركائز أساسية لاقتصادٍ فعال. وقد شهدنا جميعاً، على مستوى العالم، كيف ساهمت منصات التوصيل المدعومة بتمويل رأس المال الجريء (الشركات الناشئة) في دعم سلاسل الإمداد الغذائية في مختلف البلدان والمناطق أثناء فترات الإغلاق التي تسببت بها جائحة كوفيد-19. اليوم، تقودنا هذه الشركات والاستثمارات إلى عصر جديد من البنية التحتية التقنية.
ونعتز بالاستثمار ودعم العديد من المشاريع الطموحة في بناء البنية التحتية التقنية. من الضروري الإشارة إلى أن نجاح أي شركة ناشئة في البنية التحتية يتطلب التوقيت المناسب والصبر وتعاوناً لا يقتصر على توفير التمويل وحسب. لذلك، نتبع دائماً في ميراك استراتيجية مركزة في استثماراتنا، لضمان توفير الجهد المطلوب، بدءاً من الاستفادة من موارد دعم متنوعة (الشبكة الاجتماعية، المواهب والتوظيف، المعرفة التقنية، وجمع الاستثمارات) إلى المساعدة في تنفيذ المهام والاهداف التشغيلية لشركات المحفظة.
هايبرباي، أحد شركات المحفظة، تقوم بتمكين مليارات الدولارات سنوياً من المدفوعات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واستطاعت شركة المدفوعات المحلية، والتي يقع مقرها الرئيسي في الرياض، منافسة شركات عالمية عملاقة والوصول إلى القمة، لتصبح هايبرباي شركة الدفع الأكثر تكاملاً تقنياً ومحلياً في المملكة العربية السعودية والمنطقة. ولم تكتف هايبرباي بتقديم خدمات الدفع الالكترونية الاساسية، بل كمثال أحد المنتجات المتقدمة يوفر تقنيات بنكية تقوم بتقسيم العملية الشرائية على عدة أطراف مختلفة مما يتيح اتمام تحويلات مصرفية سلسة وفورية للعديد من الأسواق الالكترونية والمنصات الحكومية وشركات التوصيل. كما أن الشركة تعد اليوم بوابة الدفع الوحيدة المرتبطة مباشرة بخدمة مدى للشراء عبر الإنترنت (من دون وسيط)، إلى جانب نظامي فيزا وماستركارد. ونتيجة لذلك، تتحول هايبرباي إلى عصب رئيس للبنية التحتية للمدفوعات الرقمية، رسخت جذورها في المملكة العربية السعودية ونمت لتصبح شركة محلية رائدة في المنطقة.
وتتضمن محفظة ميراك شركات أخرى في طريقها لتكون جزء من البنية التحتية التقنية لقطاعاتها مثل قيود، بِت أُواسيس، وديناري كاش. قيود هي أحد حلول البرمجيات كخدمة (SaaS) المطورة في المملكة العربية السعودية، وتعمل على إدارة الشؤون المالية والمحاسبية للشركات الصغيرة والمتوسطة. ولأهمية دورها المحاسبي كحجر أساس للشركات، تقوم قيود بتطوير عدداً من المنتجات والخدمات التي لم تكن متوفرة سابقاً (مثل الاحتياجات الضريبية والخدمات المصرفية الإلكترونية)، وفي الوقت ذاته تخدم مئات العملاء المتزايدين في المملكة العربية السعودية والدول المجاورة. أما بالنسبة لبِت أُواسيس، فقد تأسست في عام 2015 لتكون أول منصة لتبادل الأصول الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مرخصة حالياً بموجب الإطار التنظيمي الجديد لسوق أبو ظبي العالمي. وبما يخص ديناري كاش، فهي تعمل على إدارة تعاملات بملايين الدولارات من الحوالات الدولية للشركات والأفراد في المنطقة عبر مسارات تحويل مختلفة. وتضم المنطقة العديد من مسارات التحويل الدولية الأكثر استخداماً في العالم (مثل السعودية، الامارات، وغيرهم)، وتتمتع ديناري كاش بمكانة استراتيجية عالية لتكون لاعباً أساسياً في تحول قطاع الحوالات الدولية في المنطقة.
واليوم، تسعى ميراك للاستثمار في مؤسسين الغد للبنية التحتية التقنية. فسواء كان مجال العمل هو التقنية المالية أو الخدمات اللوجستية أو غيرها من القطاعات الأخرى، طالما المؤسسين يسعون للمساهمة في بناء الاقتصاد الرقمي وأن يكونوا جزءاً أساسياً من القطاع الذي يعملون فيه لسنوات قادمة، فنحن مهتمون بالشراكة معهم. فلسفتنا هي الاستثمار بقناعة وتركيز شديدين مع رواد الأعمال المساهمين في تشكيل مستقبلنا التقني. إذا كنت تؤسس ما تعتقد أنه سيكون مشروعاً بالغ الأهمية لمستقبل قطاع معين، اتصل بنا على investments@merak.capital.